أيها المراهقـ ..

أيها المراهقـ ..

هيا..
قبل أن ينطفيء قلبك ، هيا...
فأنا اعرف أن عيناك قد أغرقتا تماماً .... ، تعالـ
اعرف أن علمنا القميء ليس له مكان سوى البكاء ... اعرف انك قد تمنيت طويلاً أن تجد باب في عالمك يخرجك إلى عالم أخر .. و قد أرهقت أحلامك إلى أقصى مدى .
ولكن البكاء اغرق أجفانك و أحلامك ضاعت في زقاق الشوارع الضيقة على أكتاف الطرق ... و الأتربة ..!!
وكان قلبك المراهق قد تحول فجأة إلى طفل و اجهج بالبكاء .. بكى... بكى .. عبر متاهات الطريق الموحشة و الفخاخ الصبيانية .. أخبرتك مسبقاً و اكرر .. هيا تعالـ ..

رجل عجوز .. قد رأى من الدنيا ما رأى و انه يعرف أن الموت متربصهُ و انه أن أغمض عيناه في غفلة ربما لا يفتحها مجدداً .. و عيناه الذابلة .. في طريقها إلى النوم في كل وقت ولكن حين يأتي إليه ابنة أو حفيده أو حفيد حفيده .. و يُقبل رأسه و يده و يسأله عن أحواله وعن صحته و ما إذا كان يريد شيء ما .. فان ذلك يساوي الدنيا بالنسبة له ..
هذا هو نايه

و أنت هل وجت نايا ذات يوم ؟؟
في زقاق أحلامك أم في طرقات تفكيرك .. عبر أبعاد وحدتك !!
هل تحولت أزهار الزنبق و القرنفل الرائعة إلى صبار مليء بالأشواك ؟؟ حنينك إلى الحياة قد أعمى قلبك .. فأنت تضن انك ضائع .. و أنت في الحقيقة ما تزال مكانك ..
و قلبك ينبض بشوق إلى الوقت الذي تخرج فيه إلى العالم بقلب محصن تماماً .
و أخيراً قادتك رجليك ورفاق الغفلة إلى الناصية الشمالية بجانب باب المدرسة منتظر خروج الفتيات...... و هن من سيملأن وحدة قلبك في رأيك !!
يتدفق عبير الفتيات من المدرسة و تقع عينك على واحدة .. تلاحقها و تلقى عليها بعض الكلمات الحمقاء التي تضن أنها تحب أن تسمعها .. و تنظر أليك الفتاة ذات الزي المدرسي .."محبوبتك"
يفرح قلبك و تظن بأنها أعجبت بك ... يا له من إعجاب من كلمات حمقاء من فم مراهق ..!!
و { حقيقتاً معظم الفتيات يعجبن بكلمات هؤلاء الشباب فهن في النهاية مرهقات أيضا }
و أنت في عالمك لم تعرف أن "النظرة الأولى لك و الثانية عليك " و أن نضرة الفتاة لم تكن إلا زلة ..
" المشهد ذكرني بالأغنية التافهة التي تقول زوبي عدى للخنساء "
أصبحت تلاحق الفتاة كل يوم تقريباً ..
و في نهاية المطاف ... ضاقت بالفتاة من ملاحقتك لها " يبدو بأنها مؤدبة جداً " اقترب منك ... نبضات قلبك تسارعت .. اقتربت أكثر .. أعمتك الفرحة ..أكثر .. الوجه احمر
قالت " إلا تمل أبدا يا اخرق".. و أيضا " عدي يا صايع " << ليست مؤدبة من هذه الناحية .
لقد دارت الدنيا...و الأشياء حولك ثم زوبعت و انطفأت .. ثم انهار العالم .. ثم انهارت أحلامك السعيدة المبنية على الفتاة المؤدبة ذات الزي المدرسي الأسود .



هل هذا هو نايك ..!؟

و لكن لن تجدي المثيل لهذه الفتاة المؤدبة كثيرة في هذا العالم
و يمكن أن يكون الفراغ العاطفي هو السبب في حدوث مثل هذي الأشياء إلا أنها ليست مشاعر حقيقية بل مشاعر كاذبة .......

و أحيانا و هذا قليل جداً .. أن الفتيات هن من يلاحقن الشبان فتجد فتاة تقول إلي زميلتها في المدرسة أو أي مكان إذا ذلك الولد لم ينظر ليه تقول ( نطيحه ... نطيحه ) مثل ما قالت احد صديقاتي من بلاد الشام (الطشو .. يعني الطشو " تلطيش" ) ضحكت ولم تسلني لأنها تعرفني أني لا أحب هذا الكلام.
و أليكم ما حدث ما أخي يوماً ما
كان هنالك فتاة كانت تلاحق أخي وتنظر إليه نظره غريبة كل يوم .. أخي لم يبليها أي اهتمام و في هذه الحالة الشاب هو المؤدب ....


فانا ليس لي أي ناي و لكن أنا مثلك مجرد مراهقة... فماذا يبكيك ؟؟

ليس هناك ما يملأ قلبك .. تائه ..رفاق السوء ... الدخان ... المخدرات ... الخمر . أتظن انك تتخلص من مشاكلك ؟؟ << حسناً .. ربما بالغت قليلاً و لكن هنالك من يصل إلى تلك المراحل،و تصبح أحلامك الوردية تتحطم .. شياً فشياً
ولكن في الحقيقة .. انك لا تصدق وجود شخصاً يسألك ما بك لتفرغ قلبك له .. هذه حقيقة إن كنت لا تعرف نفسك ..

كنت تتعلم الهروب دائماً .. و لقد أفرغت عاماً كاملاً تترقب موعد أجازتك .. ثم تتقاسم هذه الإجازة اللعينة مع أحزانك و الأفراح المبنية على الأحلام التعيسة .. كيف ستفرح و أنت تفتعل من كل ثغرة .. حفرة .. و إن كنت ولد و رفع احدهم صوته عليك .. سوف تعتبر هذا تهديد لرجولتك و إن كنتِ فتاة تعتبرين هذا عدم احترام مشاعرك الرقيقة و في كلتا الحالتين سوف تبدأ بالغضب و التهاوي بالبكاء أو الحزن و ينطبق هذا على الجميع .

و اراهن على ان من دخل موضوعي هذا و هو عاشقة الى النخاع .. فسوف يعارض كلامي بشدة و يسخر مني ايضاً .. و لكن من كان لا يعشق .. فأن اريد ان اعرف ردة فعله ....

كفى هراءً إلا يجب أن تنظر إلى الأمور بايجابية ولو قليلاً فان تمثيلك لدور المراهق الحزين الغامض أو اليائس ..بات مملاً .. و كان و ما يزال و سيكون و سيظل مملاً إلا إذا وجدت شخصاً اخرقاً أخر يشاطرك حماقتك .. و صدقني لن تجد شخصاً واحد بل الكثيرين .. و تبكون سوياً ... و إن صادف و رايتكم .. سوف تذكرونني " كالجماعة الملتمين على بازين "
<< لم تفهم شيء أليس كذلك ؟؟ "لا اهتم"
انظر إلى الأمور بإيجابية و لن أقول انظر إلى الجانب المشرق فلو قلت ذلك ستقول ليس هنالك جانب مشرق في حياتي ... <<غباء مطلق، و اضن بأنك سوف تعارض قولي هذا أيضاً .
و إن عارضت فعلاً فأنصحك بان تبقى في زقاق غرفتك منتظر إلى أن تصدى و يخرج الضوء بين الفتحات الصغيرة .. و لكن سيكون هذا بعيداً بل مستحيلاً .. لان الحجر لا يصدى