تفكرت في حال كثير من شباب أمتنا فرأيت الإهتمامات الدنيئة والعزوف عن معالي الأمور.
فقلت في نفسي :يا الله ماهذا البلاء من الشباب ولكن البلاء من أباءٍ ومربين مافهموا معنى الأبوة وما علموا قدر المسؤلية
فإن الأباء و المربين لم يقوما بواجب التربية حق القيام حيث جعلوا من أبنائهم آلة محرومة من المشاعر والأحاسيس
فكم من الآباء واجهوا أبنائهم عند خطأ في تصرفاتهم بالنقد اللاذع وتسفيه آرائهم وتصرفاتهم ؟!
وماعلموا أن هذه التصرفات ليست مقصودة لذاتها لكنها عوارض أزمات نفسية بدأت منذ مرحلة المراهقة
حيث يبحث الشاب عن ذاته
وماهي مكانته في المجتمع ,
فإذا به يُواجَه بالنقد والتحقير والتصغير ,فثار فيه غضبه لتنقص المجتمع له وتنكره لجهوده فأصبح يسيء إلى المجتمع لظنه أنه يصحح لهم خطأه بالعناد والإصرار , فواجهه المجتمع بالمزيد من التنكر لتصرفاته ويطالبه بالتراجع عن ذلك ,
فأصبح بين نارين إما أن يتراجع عن قراره -وهو البحث عن الذات -
أو أن يواجه المجتمع حتى يعترف له بوجوده وجهوده ,فإن ترك البحث عن ذاته فقد خالف غريزته وهذا يعود عليه بالسوء النفسي وما لا يحتمله أبدا ً, وإن واجه المجتمع وأصر على إثبات ذاته ووجوده لم يفطن له مجنمعه فاتُهمَ
بالعدوان ومحاربة المجتمع .
فينشأ سلبياً في كلا الحالتين .
وبذلك خسر المجتمع طاقة وقوة من شبابه الذي يعتبر عماده وعدته وذخره بسوء فهم لإحتياجاته ومتطلباته النفسية وانقلبت نعمة الشباب على المجتمع نقمة عليه فعاث في الأرض فساداً وامتلأ قلبه حقداً على مجتمع لم يقدر جهوده وأنه أحد أفراده وأنه يريد نفع مجتمعه
يا ايها المجتمع .....
نداء من قلوب أبنائه ...... نداء المجروح الذي فقد كرامته ومكانته بسوء فهمك له .......
إننا -معشر المراهقين -لسنا أهل سوء وشر - كما زعمتم- إننا بشر لدينا عقول وقلوب ومشاعر أردنا أن نعرف مكانتنا ومنزلتنا عندكم فأخطئنا التعبير والتصرف
وبدلا من ان تأخذوا بأيدينا وتوجهوننا بلين وحب أخذتم تنهالون علينا بالتجريم والنقد اللاذع فأسأتم فهمنا وأسأنا فهمكم وسفهتم رأينا وسفهنا رأيكم فأصبحنا في ساحة معركة نواجهكم وتواجهوننا ونحن أبناؤكم وبضعة منكم
أفلا أحسنتم النقد وحسنتم صورتنا ومكانتنا التي فُقدت وأخذتم بأيدينا والإبتسامة تعلو محياكم فنشعر بالأمان لكم والإطمئنان لنقدكم
ألا فلتعلموا أنه لاغنى لنا عن المجتمع , كم أنه لاغنى للمجتمع عنا
أيها المجتمع ..............
نحن أبناؤكم في حاجة إلى نظرة عطف منكم لحالنا
الشهوات......... الفتن........ القنوات ....... الجنس .......... المال ..... الهوى.....
نيرن تستعر في أجسادنا وجمر يكوي نفوسنا الغضة الطرية
أفلا ترحمون حالنا وتَرِقّون لنا فتطفئوا هذه النيران بماء عطفكم ورحمتكم لنا ورفقكم بنا فنطمئن إليكم ونطيعكم
بدلاً من إطفائها بحجارة تدمينا ونحن نحترق فاجتمع علينا نار من الداخل وأحجار من الخارج
أين أنتم من خير مربٍ للبشر -صلى الله عليه وسلم-
لما جاءه شاب يبحث عن طريقة للسعادة - وهو في عمىً عن طريق السعادة الحقة- فقال يارسول الله إئذن لي في الزنا فهل عنفه ووبخه ؟! لا إنما ألان له القول وأرفق به في الخطاب ثم مسح على صدره بحنان فأطفأ نار شهوته بكلمة رقيقة ولمسة حانية فذهب عنه ما يجد
فما أحوجنا إلى تلك اللمسة الحانية والكلمة الرقيقة لتطفأ نار الشقاء والألم في صدورنا
إننا-معشر المراهقين- لم نلق توجيها مناسبا فكل ما نلقاه لوم وتقريع ,
فماذا كانت النتيجة ؟!
أنها وبلاشك الرفض التام لكل هذه الإتهمات وبالتالي رفض كل توجيه من قِبل من يتهمنا
إن كلمة حانية كافية لتغير فكر شاب وطيش مراهق
فيا لله أسحرها من دواء وما أسرعها من علاج
فيا قومنا...... كفى......... كفى........... كفى ...........
إرفقوا بنا ........ إرحمونا ........ إعطفوا علينا
فنحن أبناؤكم
وأنتم لنا -بعد الله - كل شيء