هل المرأة كالقمر ام لم تعد، أم أنها لم تكن كذلك على الإطلاق؟ وهل هي سعيدة بهذا التشبيه.. و بالنسبة للرجل هل يندم الآن على وصفها بذلك؟
أسئلة مطروحة بشكل دائم والاجابة عليها تتغير حسب الحالة المزاجية العاطفية.
فكم من مرة أعترض الرجل علي تشبيه المرأة بالقمر مؤكدا أنه وصف "قديم وممل ولن يقوله أبدا"،وحين يجد فمه يتحرك بكلمات الغزل للحبيبة يجد نفسه تلقائيا يعترف بأنها "قمره".
وهى أيضا كثيرا ما ربطت بين الكلمة وأفلام الأبيض والأسود ولكنها حين تسمعها منه تسقط هذه القناعة و تستسلم لكلماته وما جمعهما من قدر.
والآن .. نتركهم لقصتهم الرومانسية ونجيب نحن عن سؤالنا .. من اين جاءت علاقة المرأة بالقمر؟
أسطورة وانتهت
كما نعرف كل الحضارات القديمة نسجت قصص خيالية ممتعة من اجل تبرير رغبة الرجل فى مغازلة المرأة وافتنان البشرية بالقمر.
فمن الصين نقرأ عن أسطورة " تشانغ أه " وهى زوجة شابة لإله جاء من السماء للأرض للدفاع عن البشرية من حيوانات متوحشة،ولكن "تشانغ أه" رغبت في العودة إلى السماء فتناولت أكسير الحياة وطارت من الأرض الى القمر، ومن يومها أصبحت الكلمتان مترادفتان، وعندما اطلقت الصين اول قمر صناعى حمل اسمها.
وفى العقيدة الكاثوليكية كان القمر هو احن الكائنات على العذراء مريم عند لحظة ميلاد المسيح وقالوا عنها "امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها".
وعند العرب كانت قصص "اللات ومناة والعزى" وهن ثلاث قمريات انزلهن الإله الاكبر ـ كما يعتقدون ـ لأنهن أرق وسيلة يتقرب بها البشر الى السماء.
ويقول علماء الميثولجيا أو علم الحضارة والانسان ان اختيار جميع الحضارات للقمر كإله ورمز للمرأة ليس من قبيل الصدفة ولكن سببه ربطهم حاجاتهم الأساسية في الحياة كالولادة والحصاد بالقمر، وقالوا ان هناك تشابه بين دورة إكتمال القمر وما تمر بالمرأة من حمل وولادة وتقلب للمزاج بين هذه الحالات، ولهذا كان هو دائما رمز لحمايتها والدفاع عنها.
ومن بعد أساطيرهم اخذت الحياة فى ضخ المزيد، ومن واد عبقر(الذي كان العرب يعتقدون أنه وادٍ للجن) إلى جبال الأولمب اتعبنا الشعراء بحديثهم الممتد عن القمر الذي يمشى ليوزع ضياءه على الفقراء، والقمر الذي يطير لأنه يكره القيود التى كبله بها الأشرار الضعفاء.
قمر وراح
ولكن كل ما سبق يندرج تحت عبارة "كان زمان"، فلقد ساعدت ظروف الحياة على اختلاف النظرة لا للقمر وحده ولكن للمرأة أيضاً، ولا نعرف هل يعود ذلك لمزيد من الخبرة الذكورية بطبيعة المرأة أم لأن قدمه وطأت رمز الحب المستحيل وهو القمر.
ولم أجد خير من هذه المناظرة على احد المنتديات الشبابية لمعرفة رأي الرجل في العلاقة بين المرأة والقمر، فقد عرض احد الشباب رأيه قائلاً:" هل العلاقة بين القمر والمرأة تعود إلى أنهما أسمى مخلوقات الله على الأرض؟" ثم عدل عن فكرته قائلا:" الجمال هو السبب الأساسي والوحيد لهذا التشبيه رغم كل الكلمات الكبيرة التى يحشرها البعض فى مثل هذا الموقف.
ولكنه شعر انه حصاد بسيط جدا أن تحب فتاة كالقمر، والسبب من وجهة نظره أن القمر لا يكتمل إلا بعد 14 يوما فيصبح قمرا جميلا فننظر إليه فيسر نظرنا. ولكن لو نظرنا إليه بتمعن وتفكير ما الذي يكتمل فيه طوال 14 يوما فسطحه ملئ بالفجوات ولا يوجد به (أكسجين ولا طبيعة ولا جمال ولا جاذبية) أي لا توجد به حياة،فلا نستطيع العيش فيه أو نقترب منه.
ويضيف قائلا: هل هذا هو حال وجه المرأة الجميلة يكون في ليلة واحدة كل 30 يوما،وفي هذه الليلة لا نستطيع الاقتراب منها أو العيش معها لبشاعة وجهها،وخلوها من الحياة، وانتهى الى ان المرأة إذا رضيت أن يشبه الناس وجهها بالقمر نسبة إلي جماله فبرأيه ستكون أقبح امرأة، أما إن كان ذلك لأنها مصدر للإلهام ولأنها صعبة المنال مثل القمر ولها داخل نفس الرجل نفس علو القمر في السماء فهي بهذا تستحق ان تكون الحبيبة.
لست قمرا
ويرى البعض أن رأي هذا الشاب مهما كان به تطاول على المكانة التاريخية للصديقان المرأة والقمر الا انه لا يخرج عن نطاق المألوف،وذلك لأن اغلب الرجال نقموا على كل معتقداتهم القديمة، لكن كان الجديد والملفت للنظر رد فتاة عليه اختارت لنفسها اسم "لست قمرا"ً وقالت:" لا أحب أن يشبهني الرجل بالقمر وأتمنى أن يرى بي احدهم شبه بالشمس".
وفي وجهة نظرها أن القمر كاذب ومخادع أجوف يعكس جهد غيره بخلاف الشمس التي تحرق نفسها لتدفئك بحرارتها وتغمرك بحنوها وتضيء عالمك بوهجها، فكـأنك حين تشبهها بالقمر تصرح أن محبوبتك فعلاً جميلة .. ولكنها جوفاء .. مخادعة .
وقالت أيضاً نستطيع التحديق في القمر .. في الوقت الذي لا يسمح لنا بالتطلع في وجه الشمس فمن يحاول يصاب بالعمى إذاً فوصفنا بالشمس .. شهادة على عفة المرأة و وسمو أخلاقها .
وأنهت حديثها بالتأكيد على أن: الشمس هي مركز الكون ونواة هذه المجموعة كما من المفترض ان تكون المرأة في حياة أي رجل، فهو من غيرها كوكب مظلم وعليها ان تبقى داخله نور ونار.
هكذا كانت المباراة على مدار التاريخ، فإلى أى الفرق تنضم، شارك الآن.