نوعا ما .. ديمي أنا لا أستطيع أن أبقى معك .. أنا مرتبط ، ولا بد أن أذهب ..
شعرت بالخجل ، وقالت :
ـ لقد احسست بأني أحرجتك .. كم أنا غبية ، أنا اسفة جدا ، سأذهب 0
ـ لا .. لن تذهبي ، بل ابق وانتظري صديقتك في منزلي ، واعتبري نفسك في بيتك .. اصنعي لنفسك قهوة .. وإن كنت جائعة ، ورغبت في الأكل ، فلا تترددي .. فالثلاجة ، والمطبخ تحت تصرفك .. وإذا خرجت تأكدي من أن الباب مغلق ، وضعي المفتاح في صندوق البريد رقم 7 في المدخل الرئيسي للبناية ..
قالت وفي عينيها علامات استفهام كثيرة :
ـ هل أنت متأكد ..؟
هززت رأسي موافقا ..
عادت لتسألني :
ـ هل تحتاج إلى مساعدة .. هل تستطيع أن تقود السيارة بنفسك .. ؟
ـ نعم ..
هل أنت متأكد بأنك ستكون بخير .. ؟
ـ نعم .. ثم أضفت في سري .. " إذا كنت بعيدا عنك " 0
أمسكت يدي بيديها ، و دمعتان حائرتان في عينيها ، و قالت :
ـ مصعب أنا أحبك ..
تسمرت عيناي في وجهها الطفولي ، و الألم يفتك بقلبي .. و قلت :
ـ و أنا كذلك .. لكني يجب أن أذهب ..
سحبت يدي من يديها ، و انحدرت مع الدرج ،و حينما حانت مني إلتفاتة ، و أنا في آخر الدرج ،كانت ما زالت هناك ... الدمعتان من خلفهما عيناها الزرقاوان ، بدتا كموجتين انكسرتا على شاطئ لازوردي ...
و أنا ..
مثل صياد أدركه الغروب ..
على شاطئ موحش ..
شباكه فارغة ..
قلبه فارغ ..
إلا من رحمة الله ...